في مشهدٍ إنساني يفيض بالبهجة والعطاء، أطلقت مؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية حملتها السنوية بعنوان "كسوة عيد الأضحى" لعام 2025، لتشمل آلاف الأطفال الأيتام في مختلف المحافظات العراقية، منهم النجف الأشرف وبغداد وبابل، وغيرها من المناطق.
الحملة لم تكن مجرد توزيع للملابس، بل كانت رسالة حبٍّ وتكافلٍ، أعادت البسمة إلى وجوه مَن افتقدوا دفء العائلة، ورسمت ملامح العيد في قلوبهم الصغيرة فأكثر من 6700 يتيمٍ كان مشمولا ببرنامج الكسوة لهذا السنة.
النجف الأشرف.. ذروة العطاء الإنساني
شهدت مدينة النجف الأشرف المحطة الأوسع في هذه الحملة، حيث أعلنت المؤسسة توزيع الكفالات الشهرية لشهر أيار على 2662 يتيماً ويتيمة، تزامنًا مع توزيع الكسوة العيدية لـ 6048 طفلاً.
وقال الحاج قاسم محيي، نائب الأمين العام للمؤسسة: إن الحملة شملت تشكيلة متكاملة من الملابس، حرصت المؤسسة على أن تكون ملائمة لأعمار الأطفال وأذواقهم، وشملت كسوة كاملة خاصة للذكور وأخرى للإناث حسب رغبتهم.
وأضاف محيي كما لم تغفل الحملة عن الأطفال حديثي الولادة، حيث تم تخصيص كسوةٍ خاصةٍ لهم بألوانٍ زاهيةٍ وتصاميم عصرية تُشعرهم بالتميز في أيام العيد.
واستمرت الحملة لأربعة أيام متواصلة، تخللتها فعاليات تثقيفية ودينية نظّمها قسم الفاطميات للتبليغ الديني، تضمنت دروسًا في الصلاة وتصحيح قراءة سورة الفاتحة، وجلسات تربوية هادفة، في إطار اهتمام المؤسسة بالجوانب الروحية والتربوية إلى جانب الدعم المادي.
بغداد.. 486 طفلاً يزهو بثياب العيد
في العاصمة بغداد، وزّعت المؤسسة كسوة العيد على 486 يتيماً ويتيمة من المسجلين لديها، ضمن برنامج رعاية الأيتام المستمر.
وقال ممثل المؤسسة في بغداد إن هذه المبادرة تمثّل امتدادًا سنويًا لجهودها في إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال الأيتام، وقد لاقت تفاعلًا واسعًا من العوائل التي عبّرت عن امتنانها الكبير للكوادر العاملة والمتبرعين الداعمين للحملة.
بابل.. وصولٌ إلى عمق المجتمع
أما في محافظة بابل، فقد تم توزيع الكسوة على 210 أطفال أيتام في عدد من الأقضية والنواحي. وأوضح ممثل المؤسسة أن الحملة لم تقتصر على المراكز الحضرية، بل شملت المناطق البعيدة أيضًا، عبر فرق تطوعية أوصلت الكسوة إلى منازل الأطفال، تأكيدًا على شمول الجميع بالعطاء دون استثناء.
امتداد العطاء في المحافظات الأخرى
كما استمرت الحملة في محافظات ومناطق أخرى من العراق، لترسم صورة مشرقة للتكافل الاجتماعي، وتوثق لحظات لا تُنسى في عيون الأطفال الذين رأوا في هذه المبادرة معنى جديدًا للعيد.
رسالة العطاء التي لا تنقطع
تُجسّد حملة "كسوة عيد الأضحى" الدور الحيوي لمؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية، في بناء بيئةٍ اجتماعيةٍ أكثر عدلاً ورحمة، من خلال تمكين الأيتام نفسيًا واجتماعيًا، وتلبية احتياجاتهم بروح إنسانية عالية.
ففي زمنٍ تزداد فيه التحديات، يبقى الأمل حاضرًا، ما دام هناك من يؤمن بأن العيد للجميع، وأنَّ العطاء لا يعرف حدود.
